1اسرع-علاج-للعصب-السابع_1

العصب السابع

قد يمر الإنسان بمواقف صحية مفاجئة تغيّر تفاصيل يومه دون سابق إنذار، ومن بينها تلك التي تؤثر على مظهر الوجه وقدرته على التعبير. إذ إن أي اضطراب يمس العضلات الوجهية ينعكس فورًا على التواصل والانفعالات، مما يجعل التجربة مقلقة لدى كثيرين. ورغم ذلك، فإن فهم الحالة والتعامل معها بشكل صحيح يسهم في تقليل القلق ويمهّد طريق التعافي. ومن هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على مشكلات الأعصاب الوجهية وكيفية التعامل معها بصورة طبية واعية.

ما هو شلل العصب السابع:

العصب السابع (العصب الوجهي ) هوأحد الأعصاب القحفية الاثني عشر ويعد من أهم الأعصاب المسؤوله عن

  • حركه عضلات الوجه
  • التحكم في تعابير الوجه
  • عمليه الإغلاق الطبيعي للجفن
  • التحكم في إفراز اللعاب والدموع

وشلل العصب السابع هو اضطراب عصبي طرفي حاد يتمثل في فقدان جزئي أو كامل لوظيفة العصب القحفي السابع .

ينشأ الاضطراب نتيجة التهاب أو تورّم أو انضغاط للعصب داخل قناته العظمية الضيقة في قاعدة الجمجمة، مما يؤدي إلى اضطراب في النقل العصبي بين نواة العصب في جذع الدماغ والعضلات الوجهية، فيظهر ضعف أحادي الجانب في حركة الوجه مع صعوبة أداء الحركات الإرادية مثل إغلاق الجفن ورفع الحاجب والابتسام.

وتُعد الحالة غالبًا مؤقتة، إلا أن تطورها يعتمد على شدة إصابة الألياف العصبية وسبب الالتهاب.

 

الأعراض:

تظهر الأعراض عادة بشكل مفاجئ خلال ساعات، وقد تزداد شدتها خلال 48 ساعة. وتشمل:

  1. ضعف أو شلل في أحد جانبي الوجه
  • وهو العرض الأساسي، وقد يظهر على هيئة:
  • ميل الوجه لأسفل
  • عدم القدرة على الابتسام
  • صعوبة رفع الحاجب
  • تغير في شكل الفم أثناء الكلام
  1. صعوبة إغلاق العين في الجهة المصابة

وقد يلاحظ المريض:

  • جفاف العين
  • تهيج القرنية
  • دخول الهواء أثناء النوم
  1. تغيرات في التذوق

لأن جزءًا من العصب السابع مسئول عن حاسة التذوق في ثلث اللسان الأمامي.

  1. فرط حساسية للأصوات

بسبب تأثير العصب على عضلات الأذن الوسطى.

  1. ألم خلف الأذن أو حول الفك

يظهر عادة قبل الشلل بساعات.

  1. سيلان اللعاب وصعوبة شرب السوائل

لعدم القدرة على التحكم في عضلات الفم.

الأسباب المحتملة لشلل العصب السابع:

على الرغم من أن معظم حالات شلل العصب السابع تُصنَّف ضمن شلل بيل، والذي يحدث غالبًا دون سبب واضح، فإن الدراسات تشير إلى وجود عدة عوامل قد تسهم في حدوثه، أهمها الالتهابات الفيروسية والعوامل التي تؤثر على العصب أثناء مروره داخل القناة العظمية الضيقة داخل الجمجمة.

وفيما يلي أهم الأسباب المحتملة:

  1. العدوى الفيروسية (السبب الأكثر شيوعًا)

تُعد العدوى الفيروسية العامل الأكثر ارتباطًا بحدوث شلل العصب السابع، إذ يمكن لبعض الفيروسات أن تنشط داخل الجسم، مما يؤدي إلى التهاب وتورم العصب السابع داخل مساره العظمي الضيق، وبالتالي تأثر وظيفته.

من أبرز الفيروسات المرتبطة بالحالة:

  • فيروس الهربس البسيط HSV (مسبب قروح الزكام والهربس التناسلي).
  • فيروس الحزام الناري Herpes Zoster (جدري الماء والهربس النطاقي).
  • فيروس إبشتاين بار EBV (المسبب لكثرة الوحيدات العدوائية).
  • الفيروس المضخم للخلايا CMV.
  • الفيروسات الغدية المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي.
  • فيروس الحصبة الألمانية.
  • فيروس النكاف.
  • فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس كوكساكي (مسبب مرض اليد والقدم والفم).

تسبب هذه الفيروسات التهابًا يؤدي إلى ضغط مباشر على العصب، نظرًا لمروره داخل قناة عظمية ضيقة لا تسمح بحدوث تورم دون تأثير وظيفي.

  1. التعرض لتيارات الهواء الباردة

قد يزيد التعرض المفاجئ للهواء البارد، خاصة في الشتاء أو من أجهزة التكييف، من خطر تهييج العصب أو تحفيز نشاط الفيروسات الكامنة، مما يؤدي إلى ظهور شلل الوجه.

  1. أمراض الجهاز المناعي

بعض الاضطرابات المناعية قد تجعل الجسم يهاجم الألياف العصبية بشكل خاطئ، مما يسبب التهابًا في العصب الوجهي، مثل:

  • الأمراض المناعية الذاتية
  • التهابات الأعصاب المناعية
  1. مرض السكري

يُعد السكري من عوامل الخطورة المهمة، إذ يؤثر على الأوعية الدقيقة التي تغذي العصب، مما يجعله أكثر عرضة لحدوث الالتهاب أو التلف.

  1. التهابات الأذن الوسطى

العدوى الشديدة أو المزمنة في الأذن الوسطى قد تمتد إلى القنوات القريبة من مسار العصب السابع، مسببة ضغطًا أو التهابًا مباشرًا عليه.

  1. الصدمات والإصابات

تشمل الأسباب التي قد تُحدث ضررًا مباشرًا بالعصب أو بالقناة التي يمر خلالها:

  • إصابات الوجه
  • جراحات الأذن
  • كسور قاعدة الجمجمة أو العظام المحيطة بمسار العصب
  1. الأورام

قد تؤدي بعض الأورام في قاعدة الجمجمة أو الأورام التي تنشأ على العصب نفسه إلى:

  • ضغط مباشر على العصب
  • إعاقة تدفق الدم إليه
  • اختلال وظيفته الحركية والحسية

 

كيف تؤدي هذه العوامل إلى حدوث شلل العصب السابع؟

يمر العصب السابع داخل ممر عظمي ضيق يسمى القناة الوجهية. وعندما يتعرض العصب لالتهاب أو تورم—سواء بسبب عدوى فيروسية أو عوامل أخرى—يحدث ضغط داخل هذا الممر، وبذلك ينتج شلل الوجه المميز للحالة.

 

عوامل الخطوره:

  • العمر من 15 إلي 45 عاما
  • التاريخ العائلي
  • الحمل وتسمم الحمل
  • السمنه
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مرض السكري
  • أمراض الجهاز التنفسي

أنواع شلل العصب السابع:

  1. 1. شلل العصب السابع الطرفي:

أكثر الأنواع شيوعًا.

يحدث بسبب التهاب أو تورم العصب خارج الدماغ.

يؤدي إلى شلل كامل لنصف الوجه، بما في ذلك الجبهة.

  1. شلل العصب السابع المركزي:

ناتج عن مشاكل في الجهاز العصبي المركزي، مثل:

  • جلطات المخ.
  • أورام الدماغ.
  • إصابات المخ أو الأعصاب المركزية.

يتميز بأن عضلات الجبهة عادةً لا تتأثر، على عكس الشلل الطرفي

كيفية تشخيص شلل العصب السابع:

يبدأ تشخيص شلل العصب السابع عادةً بالفحص السريري الشامل، الذي يعتمد على تقييم حركة عضلات الوجه وفحص قوة الجفن، بالإضافة إلى التمييز بين الشلل الطرفي والشلل المركزي للوجه. يهدف الفحص السريري إلى تحديد مدى تأثر العصب والتمييز بين شلل العصب السابع وأسباب أخرى محتملة.

الفحوصات والإجراءات المساندة

  1. التصوير الطبي:

الرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لاستبعاد الأورام أو الالتهابات التي قد تؤثر على العصب.

الأشعة المقطعية (CT): تُجرى في حالات الإصابات أو الكسور في الجمجمة.

  1. اختبارات الأعصاب:

التخطيط الكهربائي للعضلات (EMG): يقيّم مدى تلف العصب وتأثير الشلل على العضلات.

  1. تحاليل الدم:

للتحقق من الحالات المصاحبة مثل السكري، العدوى الفيروسية، أو اضطرابات المناعة، والتي قد تؤثر على العصب.

يُلاحظ أن هذه الفحوصات تُستخدم أساسًا لاستبعاد الأسباب الأخرى ولتأكيد تشخيص شلل بيل.

متى يجب رؤية الطبيب:

عند ملاحظة ضعف أو شلل تام في جانبٍ واحد من الوجهه -والذي يتطور بسرعة خلال 72 ساعة (مثل: تدلي الجفون والفم وغيرهم)-، حيث من المهم رؤية الطبيب في أسرع وقت ممكن بعد ظهور هذه الأعراض؛ وذلك لأن علاج شلل الوجه النصفي يكون أكثر فعالية إذا بدأ مبكرًا (خلال 72 ساعة).

أما بالنسبة للمصابين فتجب رؤية الطبيب عند ملاحظة:

  • الأعراض التي لا تتحسن في غضون ثلاثة أشهر.
  • تهيج العين المزمن.
  • عدم القدرة على إغلاق الجفن.
  • الجفاف نتيجة صعوبة الشرب والبلع.
  • فقدان السمع.

كيفية علاج شلل العصب السابع

يعتمد علاج شلل العصب السابع على سرعة التدخل الطبي وشدة الحالة. ويُعد الكورتيزون العلاج الأهم، خاصة خلال أول 72 ساعة، لأنه يقلل التهاب العصب ويسرّع الشفاء. وقد تُستخدم مضادات الفيروسات إذا كان السبب عدوى فيروسية، إضافة إلى مسكنات الألم وقطرات العين لحمايتها من الجفاف.

ويُعتبر العلاج الطبيعي جزءًا رئيسيًا من خطة العلاج، حيث يساعد على استعادة حركة عضلات الوجه ومنع التشنجات من خلال التمارين والكمادات الدافئة والتحفيز العصبي. أما العلاجات التداخلية مثل حقن البوتوكس أو مضادات الالتهاب فتُستخدم في الحالات التي تتأخر في التحسن. وفي حالات نادرة، قد تُجرى الجراحة إذا كان هناك ضغط شديد على العصب بسبب ورم أو كسر.

من خلال العلاج المبكر والمتابعة المناسبة، يتعافى معظم المرضى بشكل كامل خلال أشهر قليلة.

مدة شفاء شلل العصب السابع

في أغلب الحالات، يتحسن شلل العصب السابع بشكل كامل خلال مدة تتراوح بين 3 إلى 9 أشهر، حيث تستعيد عضلات الوجه قدرتها الطبيعية تدريجيًا مع العلاج والمتابعة. ورغم ذلك، قد تستمر بعض الأعراض لفترة أطول لدى نسبة قليلة من المرضى، بينما نادرًا ما يظل الضعف الوجهي دائمًا إذا حدث تلف شديد في ألياف العصب.

وينصح بضرورة مراجعة الطبيب المتخصص إذا لم تظهر علامات تحسن واضحة خلال 6 إلى 9 أشهر، فقد يستدعي الأمر تقييمًا أدق أو التفكير في خيارات علاجية إضافية، بما فيها التدخل الجراحي في بعض الحالات المحدودة.

الوقاية من شلل العصب السابع

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من شلل العصب السابع، نظرًا لارتباط أغلب الحالات بفيروسات كامنة—خاصة فيروس الهربس—قد تنشط بشكل مفاجئ. وتحدث الإصابة عادة مرة واحدة في العمر، إلا أن تكرارها ممكن وإن كان غير شائع. كما قد تزداد احتمالية الإصابة إذا كان هناك تاريخ عائلي للحالة.

الخاتمة

يُعد شلل العصب السابع حالة شائعة غالبًا ما تظهر بشكل مفاجئ، لكنها — ولحسن الحظ — في معظم الأحيان مؤقتة وقابلة للشفاء التام مع العلاج المبكر والمتابعة الجيدة. إن فهم طبيعة المرض وأسبابه وأعراضه يساعد المريض وذويه على التعامل معه بثقة وطمأنينة، كما أن الالتزام بالعلاج الموصوف والعناية بالعين وممارسة التمارين العلاجية يلعب دورًا مهمًا في تسريع عملية الشفاء ومنع المضاعفات. ورغم أن الوقاية الكاملة من المرض ليست ممكنة بسبب ارتباطه بفيروسات كامنة، فإن الوعي بعوامل الخطورة ومراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض يضمنان أفضل فرصة للتعافي واستعادة حركة الوجه الطبيعية.

للتواصل معنا تواصل واتساب 

الاسئلة الشائعة

الأسئلة الشائعة (FAQ)

لا، غير معدي.

هل يعود مرة أخرى؟

نادرًا، لكنه ممكن في بعض الحالات.

هل يؤثر على المخ؟

لا، هو مرض طرفي وليس دماغيًا.

هل التمارين ضرورية؟

نعم، تساعد على تسريع الشفاء وتحسين النتيجة النهائية.

 

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *