ورم العصب السمعي

ورم العصب السمعي

يُعد ورم العصب السمعي من الحالات الطبية التي تستحوذ على اهتمام الأطباء والباحثين نظرًا لتأثيره المباشر على جودة حياة المريض وعلى وظائف السمع والاتزان. ومع تطور وسائل التشخيص العصبي الحديثة، أصبح اكتشاف هذه الأورام أكثر دقة، مما سمح ببدء العلاج في مراحل مبكرة تقل فيها المضاعفات وتزداد فرص الحفاظ على السمع والتوازن.

ويعتمد التعامل مع الورم السمعي على مزيج بين المتابعة الدقيقة والتدخلات العلاجية المتقدمة، سواء بالاستئصال الجراحي أو العلاج الإشعاعي أو المراقبة المستمرة، ويهدف ذلك إلى الحفاظ قدر الإمكان على الوظائف الحيوية وتقليل المضاعفات المحتملة.

في هذا المقال نستعرض، بأسلوب علمي مبسط، كل ما يخص ورم العصب السمعي من أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه.ما هو ورم العصب السمعي؟

ورم العصب السمعي هو ورم حميد ينشأ غالبًا من الخلايا الداعمة (خلايا شوان) المحيطة بالعصب الدهليزي، وهو أحد الأعصاب التي تنقل الإشارات المتعلقة بالاتزان من الأذن الداخلية إلى الدماغ.
ويتجاور هذا العصب داخل القناة السمعية الضيقة مع:

  • عصب السمع (القوقعي)

  • العصب الوجهي (العصب السابع) المسؤول عن حركة عضلات الوجه

عند نمو الورم داخل هذا المكان الضيق، يبدأ في الضغط على الأعصاب المجاورة، مما يؤدي إلى:

  • فقدان تدريجي للسمع

  • طنين في الأذن

  • عدم اتزان

  • مشكلات محتملة في عضلات الوجه مع زيادة حجم الورم

ومع مرور الوقت، قد يمتد الورم نحو التجويف داخل الجمجمة ويضغط على جذع الدماغ، وهي حالة خطيرة في المراحل المتقدمة.

أنواع أورام العصب السمعي

هناك نوعان رئيسيان:

1. الورم السمعي المتقطع (Sporadic Acoustic Neuroma)

وهو الأكثر شيوعًا (حوالي 90–95% من الحالات)، ويمتاز بأنه:

  • يظهر عادة في أذن واحدة

  • ليس له علاقة وراثية واضحة

  • ينمو ببطء

  • يظهر غالبًا في منتصف العمر

  • قد لا يسبب أعراضًا واضحة في بدايته

العلاج هنا يتدرج: مراقبة – إشعاع – جراحة حسب حجم الورم وسرعة نموّه.

2. الورم السمعي المرتبط بمتلازمة الورم العصبي الليفي النوع الثاني (NF2)

وهو أقل شيوعًا لكنه أكثر تعقيدًا:

  • يظهر عادة في كلتا الأذنين

  • يبدأ في سن صغيرة

  • يرتبط بأورام أخرى داخل الجهاز العصبي

  • يتطلب متابعة طويلة وفريقًا طبيًا متخصصًا

أعراض ورم العصب السمعي

تظهر الأعراض تدريجيًا بسبب بطء نمو الورم، وقد تمر لسنوات دون ملاحظة.

من أبرز الأعراض:

1. فقدان السمع التدريجي

وهو العرض الأكثر شيوعًا، وغالبًا:

  • يظهر في أذن واحدة

  • يزداد تدريجيًا على مدى شهور أو سنوات

  • قد يحدث فقدان مفاجئ للسمع في بعض الحالات القليلة

2. طنين الأذن

يُسمع على شكل صفير أو أزيز مستمر في الأذن المصابة.

3. اختلال التوازن

يشعر المريض بعدم الثبات أو الميل أثناء المشي.

4. الدوار

يحدث بدرجات مختلفة حسب تأثير الورم على جهاز الاتزان.

5. أعراض الوجه

بسبب ضغط الورم على العصب الوجهي:

  • خدر أو تنميل في جانب الوجه

  • ونادرًا جدًا ضعف في حركة عضلات الوجه

6. أعراض متقدمة (نادرة)

إذا وصل الورم لحجم كبير وبدأ يضغط على جذع الدماغ:

  • صداع شديد

  • اضطرابات عصبية

  • خطر على الحياة إذا أهمل العلاج

أسباب الإصابة بورم العصب السمعي

ترتبط معظم الحالات بخلل جيني في الكروموسوم رقم 22 المسؤول عن إنتاج بروتين يثبط نمو الخلايا العصبية الداعمة.
عند تعطّل هذا الجين، تبدأ خلايا شوان بالنمو غير المنضبط.

الأسباب تشمل:

1. طفرات جينية عشوائية

وهي الأكثر شيوعًا ولا يوجد لها سبب محدد.

2. الاستعداد الوراثي (NF2)

حالات قليلة جدًا تنتقل وراثيًا.

3. التعرض الإشعاعي

خاصة جرعات عالية في مرحلة الطفولة.

4. الضوضاء الشديدة

بعض الدراسات تربط بين التعرض المزمن للضوضاء العالية وبين تغيرات في العصب السمعي.

5. عوامل أخرى قيد الدراسة

مثل الالتهابات المزمنة والإجهاد التأكسدي.

كيف يتم تشخيص ورم العصب السمعي؟

عملية التشخيص تمر بعدة مراحل:

1. الفحص السريري

تقييم السمع والاتزان، وفحص الأعصاب القحفية.

2. قياس السمع (Audiometry)

ويحدد:

  • درجة فقدان السمع

  • نوعه (توصيلي – عصبي – مختلط)

  • مدى تأثر الأذن المصابة

3. تخطيط كهربية الرأرأة (ENG أو VNG)

يقيس تأثير الورم على جهاز الاتزان من خلال تتبع حركة العين.

4. اختبار استجابة جذع الدماغ (ABR)

يكشف أي خلل في انتقال الإشارات العصبية.

5. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) مع صبغة

وهو الأدق والأهم، ويمكنه:

  • تحديد مكان الورم

  • حجمه (حتى 1–2 ملم)

  • تأثيره على الأعصاب المحيطة

  • تطوره بمرور الوقت

طرق علاج ورم العصب السمعي

يعتمد العلاج على:

  • حجم الورم

  • معدل نموّه

  • شدة الأعراض

  • عمر المريض

  • الحالة الصحية العامة

وتشمل الخيارات:

1. المراقبة (المتابعة الدورية)

مناسبة للحالات التالية:

  • ورم صغير

  • نمو بطيء

  • عدم وجود أعراض مزعجة

يتم فيها:

  • فحص سمع كل 6–12 شهر

  • MRI سنويًا لمراقبة النمو

  • اتخاذ قرار بالتدخل عند ظهور أعراض

2. الجراحة (استئصال الورم)

تُجرى على يد جراح مخ وأعصاب متخصّص.

يُوصى بها في الحالات التالية:

  • ورم كبير

  • أعراض شديدة

  • ضغط على جذع الدماغ

  • فقدان السمع سريع التطور

تهدف الجراحة إلى:

  • إزالة الورم أو أغلبه

  • الحفاظ على العصب الوجهي

  • حماية جذع الدماغ

تختلف الطريقة الجراحية حسب:

  • حجم الورم

  • وضع السمع

  • عمر المريض

3. العلاج الإشعاعي (Radiosurgery)

مثل:

  • Gamma Knife

  • CyberKnife

  • SRS – Stereotactic Radiosurgery

مناسب عندما:

  • لا يمكن إجراء الجراحة

  • الورم صغير أو متوسط

  • المريض كبير السن أو لديه مشاكل صحية أخرى

هدف الإشعاع:

  • وقف نمو الورم

  • تقليل حجمه تدريجيًا

  • تجنب تدخل جراحي كبير

المضاعفات المحتملة

في حال عدم العلاج، يمكن أن يؤدي الورم إلى:

  • فقدان تام للسمع

  • اختلال دائم في الاتزان

  • ضعف العصب الوجهي

  • ضغط خطير على جذع الدماغ

  • تجمع سوائل داخل الجمجمة (Hydrocephalus)

الفرق بين ورم العصب السمعي وأمراض أخرى مشابهة

لمنع التشخيص الخاطئ، يجب التفريق بينه وبين:

  • التهاب عصب الأذن

  • مرض منيير (Meniere’s disease)

  • التهابات الأذن الداخلية

  • أورام جذع الدماغ

  • مشاكل الأعصاب القحفية الأخرى

MRI هو الفاصل في التشخيص.

متى يجب زيارة الطبيب بشكل فوري؟

  • فقدان مفاجئ في السمع

  • طنين مستمر لا يتحسن

  • دوار متكرر

  • عدم اتزان ملحوظ

  • خدر في الوجه

  • صداع مستمر غير مبرر

  • 1. ما هو ورم العصب السمعي؟

    ورم حميد ينمو على العصب الدهليزي داخل القناة السمعية ويؤثر في السمع والاتزان تدريجيًا.

    2. ما أبرز أعراضه؟

    فقدان تدريجي للسمع طنين بالأذن عدم اتزان دوار خدر الوجه

    3. كيف يتم التشخيص؟

    من خلال: قياس السمع فحوص الاتزان اختبار ABR التصوير بالرنين المغناطيسي MRI

    4. هل الورم خطير؟

    يعتمد على: حجم الورم سرعة نموه توقيت اكتشافه نوع العلاج

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *