Brain-Tumor-scaled (2)

اورام الغده النخاميه

تُعد أورام الغدة النخامية من الحالات التي تتطلب دقة عالية في التشخيص وخبرة في التعامل، نظرًا لتأثيرها الواسع على وظائف الجسم المختلفة. فالغدة النخامية تتحكم في إفراز الهرمونات التي تنظم النمو، والتمثيل الغذائي، والوظائف التناسلية، وإفراز الهرمونات الأخرى. لذلك، فإن أي اضطراب يصيبها قد يؤدي إلى خلل هرموني يظهر بأشكال متعددة حسب نوع الورم وطبيعته.

تُظهر أورام الغدة النخامية تنوعًا كبيرًا في الأعراض والأنواع، مما يجعل النهج التشخيصي يعتمد على الدمج بين الفحوصات الإشعاعية، والتحاليل الهرمونية، والفحص الإكلينيكي للوصول إلى تشخيص دقيق وخطة علاج متكاملة تناسب كل حالة.

الغدة النخامية ووظيفتها

الغدة النخامية هي غدة صغيرة توجد في قاعدة الدماغ داخل تجويف عظمي يُسمى التجويف التركي (Sella Turcica). ورغم صغر حجمها الذي لا يتجاوز حجم حبة البازلاء، إلا أنها تُعد الغدة الرئيسية في الجسم لأنها تتحكم في إفراز العديد من الهرمونات المنظمة لعمل الغدد والأعضاء الأخرى.

تنتمي الغدة النخامية إلى الجهاز الصمّاوي، ولها دور مهم في تنظيم:

  • النمو وإفراز هرمون النمو.

  • وزن الجسم والتمثيل الغذائي.

  • الدورة الشهرية والخصوبة.

  • وظائف الغدة الدرقية والغدة الكظرية.

  • ضغط الدم وتوازن السوائل.

  • إنتاج الحليب بعد الولادة.

تتكون الغدة من فصين رئيسيين:

الفص الأمامي: مسؤول عن إفراز هرمون النمو GH، هرمون البرولاكتين، هرموني FSH و LH، هرمون TSH المنشط للغدة الدرقية، وهرمون ACTH المنشط للغدة الكظرية.

الفص الخلفي: لا ينتج الهرمونات، بل يخزن ويفرز هرمونات يُنتجها تحت المهاد مثل الهرمون المضاد لإدرار البول ADH وهرمون الأوكسيتوسين.

أي خلل في إفراز هذه الهرمونات نتيجة ورم نُخامي قد يؤدي إلى اضطرابات واضحة في النمو، الخصوبة، الأيض، الضغط، والمظهر الجسدي.

ما هي أورام الغدة النخامية؟

أورام الغدة النخامية هي أورام تنمو ببطء داخل الغدة الموجودة في قاعدة الجمجمة، وعادةً تكون أورامًا حميدة لا تنتشر في الأنسجة المحيطة. لكنها قد تسبب خللًا واضحًا إما عن طريق:

  • زيادة إفراز أحد الهرمونات.

  • نقص إفراز الهرمونات الطبيعية.

  • ضغط الورم على الأعصاب المحيطة، وخاصة العصب البصري.

تنقسم أورام الغدة النخامية إلى:

1. الأورام الوظيفية (تُفرز هرمونات زائدة)

وهي أورام تسبب زيادة غير طبيعية في إفراز هرمون معين:

  • ACTH: يؤدي إلى فرط إفراز الكورتيزول وحدوث متلازمة كوشينج.

  • GH: يؤدي إلى زيادة حجم العظام والأنسجة.

  • FSH و LH: تسبب اضطرابات في الخصوبة.

  • البرولاكتين: وهو الأكثر شيوعًا، ويسبب:

    • لدى النساء: اضطراب الدورة، إفراز الحليب دون حمل، صعوبة الحمل.

    • لدى الرجال: ضعف الرغبة والانتصاب، نقص الخصوبة.

  • TSH: يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.

2. الأورام غير الوظيفية (لا تفرز هرمونات)

لا ينتج عنها زيادة هرمونية، لكن أعراضها تظهر بسبب زيادة حجم الورم والضغط على الأنسجة المجاورة.

تصنيف الأورام حسب الحجم

  • أورام صغيرة: أقل من 1 سم.

  • أورام كبيرة: أكبر من 1 سم.

أعراض أورام الغدة النخامية

تختلف الأعراض تبعًا لطبيعة الورم، وهل هو وظيفي أم غير وظيفي، وهل يضغط على الأعصاب المحيطة أم لا.

أعراض ناتجة عن خلل الهرمونات:

  • اضطرابات الدورة الشهرية.

  • إفراز اللبن غير الطبيعي.

  • تغيرات في الوزن.

  • اضطرابات في الخصوبة.

  • تغير في ملامح الوجه أو حجم الأطراف عند زيادة هرمون النمو.

أعراض ناتجة عن الضغط على الأعصاب:

  • صداع مستمر.

  • ضعف في مجال الإبصار خاصة الرؤية الجانبية.

  • تشوش الرؤية أو ازدواجها.

  • في الحالات الكبيرة قد تظهر اضطرابات في الوعي أو نوبات.

أعراض ناتجة عن نقص هرمونات الغدة:

  • هبوط عام وإرهاق.

  • انخفاض ضغط الدم.

  • اضطرابات في الغدة الدرقية أو الكظرية.

الأسباب المحتملة لأورام الغدة النخامية

رغم التقدم الطبي، يبقى السبب المباشر لظهور هذه الأورام غير واضح، إلا أن الدراسات تشير إلى ارتباطها بعوامل منها:

  • طفرات جينية عشوائية داخل خلايا الغدة.

  • عوامل وراثية تنتقل داخل العائلة.

  • اضطرابات وراثية نادرة مثل:

    • الورام الليفي العصبي النوع الأول.

    • متلازمة فون هيبل ليندو.

  • التعرض المطول للإشعاع.

  • اضطرابات هرمونية مزمنة.

  • عوامل بيئية أو كيميائية محتملة.

تشخيص أورام الغدة النخامية

يعتمد التشخيص على خطوات متكاملة تشمل:

1. التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي

لتقييم الأعراض الهرمونية، البصرية، والتغيرات الجسدية.

2. الفحوصات الهرمونية (الدم والبول)

لقياس مستوى الهرمونات ومعرفة إن كان هناك زيادة أو نقص في الإفراز.

3. التصوير بالرنين المغناطيسي MRI

وهو أدق وسيلة لتحديد:

  • حجم الورم

  • موقعه

  • تأثيره على العصب البصري

وقد يُستخدم الـ CT في بعض الحالات.

4. فحوصات متخصصة

مثل تحليل الدم الوريدي من أوردة المخ لتحديد مصدر إفراز ACTH في الحالات النادرة.

5. أخذ عينة (Biopsy)

نادرة جدًا، وتُجرى فقط عند عدم وضوح التشخيص.

إهمال استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، ضعف النظر، اضطراب الهرمونات، والإصابة بمشكلات مثل هشاشة العظام وارتفاع الضغط والسكر.

علاج أورام الغدة النخامية

يعتمد العلاج على نوع الورم، حجمه، وتأثيره على الجسم.

1. العلاج الدوائي

يُستخدم للسيطرة على إفراز الهرمونات أو لتعويض نقصها، ويعتبر فعالًا في بعض الأورام مثل ورم البرولاكتين.

2. العلاج الإشعاعي

يهدف إلى تقليل نشاط الورم أو حجمه دون تدخل جراحي، ويُستخدم غالبًا بعد الجراحة أو عند عدم إمكانية استئصال الورم تمامًا.

3. الجراحة عبر الأنف (المنظار)

وهي الطريقة الأكثر شيوعًا:

  • تُجرى عبر الأنف دون فتح الجمجمة.

  • تساعد في إزالة الضغط على العصب البصري.

  • تعيد إفراز الهرمونات إلى وضعها الطبيعي.

  • تعافي سريع وعودة للحياة اليومية خلال فترة قصيرة.

في الحالات العميقة، قد تُستخدم تقنيات مثل الملاح الجراحي.

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *